أجمع المختصون أن الأنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي تحديدا، أزاحت دور الكتاب والمطالعة بشكل لافت، خلال الثلاث سنوات الماضية، مع تزايد عدد المنخرطين في الفايسبوك. وتقلّصت نسبة المقروئية إلى حدود مخيفة، لم تتعدّى
6 بالمائة على أحسن حال.
كشف تحقيق ميداني، منذ سنتين، بأنّ نسبة المقروئية لا تتعدّى 8 ,6 بالمائة، حيث قال عبد الله بدعيدة، رئيس المركز العالمي للاستشارات الاقتصادية والاستطلاع، إنّ نسبة الجزائريين الذين لا يمارسون فعل القراءة كليا تقدّر بنحو 86 ,56 بالمائة، أي ما يفوق نصف المجتمع، وهو ما معناه أنّ 20 مليون شخص على الأقل لا يقرأون.
ويعكس الرقم أزمة مقروئية في الجزائر، حيث تقلّصت بشكل كبير، بسبب ظهور وسائط عديدة نافست الكتاب، منها الأنترنت، ناهيك عن انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، وقلّة النشر والتوزيع.
ومقارنة بالقارئ العربي، فإن الجزائري يكتفي بقراءة ما معدّله 15 صفحة في السنة، في حين يطالع القارئ الإسرائيلي 9 كتب كل عام، ونظيرهما الأوروبي 23 كتابا سنويا.
وتبقى حتمية وضع ''مشروع ثقافي وطني'' للدفع بالشباب إلى القراءة والتراجع عن ''الكسل'' بسبب الفايسبوك حتمية، خصوصا وأن ''الأجيال القادمة لا تعي قيمة المطالعة، بسبب زحمة المعلومات والصور التي يتناقلونها عبر الفايسبوك، بشكل يومي''. ويشير الأخصائي الاجتماعي، ناصر جابي، لـ''الخبر''، إلى أن ''الأمر يتعلّق بغياب دور الأولياء في توجيه الأبناء نحو المطالعة، ومنعهم، في وقت الدراسة، من الاقتراب من شبكة الأنترنت، ليس لمنع استخدامها، بل لمنع الولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي''. ومع هذا فإن ''الوضع خطير جدا، لأنّ حتى من يطالع اليوم هم من قراء الكتب المتعلّقة باختصاصاتهم الدراسية فحسب، وهذا أمر غير صحي للغاية''. وينبّه المختصون إلى مسألة تغيير التوجّه من كل ما هو إلكتروني وافتراضي إلى الكتب والوسائل المسمّاة اليوم ''تقليدية''، بالنظر إلى أنها هي الأساس في تكوين المعارف، بدل الإدمان الفايسبوكي، الذي أبعد الكثيرين عن المطالعة.
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |